.....في لحظة اللقاء بين الشمس والبحر,كنت أمشي على الشاطئ وحدي ,ولا أحد هناك إلا أنا وأفكاري التي لا تهدأ.
كان الشاطئ أروع من الخيال,بل كان كالسحر,لكن لا أحد هناك,
لا صوت يعلو على صوت الأمواج المتدافعة بلهفة لتعانق رمال الشاطئ الدافئة,في لحظة هي أروع من أن توصف حيث لا بشر هناك.
ألا يستحق ذلك المشهد التأمل؟!
حين تغفو الشمس في أحضان المحيط الكبير بعدما تعبت من عناء يوم شاق,
هاهي تغفو وتبرد نفسها,تطفئ نار شوقها,وتحرق ي أنا.
ربما شعرت بالغيرة,فالبحر معشوقي أنا,أنا التي تهواه..
وقفت على الشاطئ وماء البحر يداعب قدمي الحافيتين,ويشعرني برعشة رهيبة تشبه رعشة الحب..
كنت أنا وحدي..وحدي ولا يوجد بشر,في الحقيق لم أشعر أنني أنتمي للبشر في تلك اللحظة بالذات شعرت أنني ..ملاك..
في غفلة من أحلام يقظتي أتاني صوت أرعبني,أو أفرحني,لا أدري,
إنه صوت أعرفه ,صوت عشقته..
لكنه هذه المرة أربكني ,فمن أين أتى ياترى؟؟!!
_ اقتربي..اقتربي..
_من أنت..من ..من؟
شعرت بالذهول,نظرت حولي,ولا أحد ,لا أحد!!
أيكون ما سمعته حقيقة,أم أن هواء البحر أسكرني فصرت أتوهم؟
لكن الصوت كان يرن في سمعي,ويلّح على ي:
-هيا اقتربي..أرجوك فأنا أحتاج اليك....
كان الصوت آتيا من وسط البحر,شعرت بدوار رهيب,وبخوف,وربما ببعض الفضول,ناديت بأعلى صوتي:
-من أنت ,من تكون؟ماذا تريد؟
-أريدك أنت,أريدك..تعالي..
-ماذا؟إلى أين؟كيف سآتي؟!!!
-إلى أعماق البحر ,هيا حبيبتي.
-لا أنت وهم,لن أسمع شئ.
شعرت بالحزن ,من هذا الذي يحتاجني,لكن صوته مألوف,أيكون.....
لا ,لا يعقل,هذا مجرد جنون.
ظل يناديني,ويناجي ي صوته الحنون
-لن تغرقي..فقط تعالي اليّ ولن تغرقي..
لا أدري ما هذا الجنون,أجل جنون,وأنا بطبيعتي مجنونة!!
شئ ما في داخلي يقول:هبا.وشئ آخر يقول لا.
لكن الجنون كان أقوى,فوجدت نفسي دون أن أشعر أمشي في الماء..
وأنا التي لا أجيد العوم !!
اقتربت أكثر من الصوت,وعقلي يقول:ما هذا الجنون؟عودي ,أنت تحلمين, لا أحد ينجو من البحر,هذا جنون..هذا انتحار..عودي .
لكن كأنما لم يعد للعقل أي وجود ,ولم يعد يحكمني أي قانون..ومضيت..
اقتربت..الماء صار يغمرني..هل أخرج؟؟
لا مستحيل.
الصوت صار أعلى وأكشر إلحاحا.
-هيا اقتربي..حبيبتي..
أصبح الماء أكثر عمقا,لم أعد أرى شئ..إني أغرق..أغرق..أغرق
لا أدري ماذا حدث بعدها,لم أشعر بشئ,أهو الموت؟
لا..إنني أتنفس..أستطيع أن أفتح عيني..
لكن ما هذا؟ أنا شئ لا يصدق,إنه هو.
لم أتخيل يوما أنني سأفتح عيني من جديد على هذا الوجه.
لم أعرف إن كان عليّ أن أبكي أم أضحك,لكن يبدو أنني كنت أبتسم والدموع تغرق هذا البحر الكبير...
-أنت حيّ..لم تمت,كم اشتقت اليك حبيبي..
-وأنا اشتقت إليك.
-كيف هذا؟ أين نحن؟ وكيف جئت إلى هنا؟؟
-أنت أتيت بإرادتك ,أتيت لأنك تحبيني كما أحببتك.
-لماذا رحلت وتركتني؟كم شعرت بغربة بدونك!!
-إنه البحر..لقد عشقته كثيرا,أبحرت فيه وعشت معظم حياتي أستكشفه,
ويبدو أنه هو أيضا عشقني,فأخذني...
ربما شعر بالغيرة عندما كنت أحدث الموج عنك وعن حبي لك.
وعندما قررت العودة إليك وترك البحر غضب وحطم سفينتي
وأخذني إلى هنا,لطالما حلمت أن أغوص في أعماق البحر,وان أكتشف أسراره
وها أنا اليوم ها هنا....
قلت له "ربما ببعض السذاجة":
هل سنعود إلى البرمعا..ونعيش معا الى الأبد كما وعدتني؟
ضحك ضحكة صغيرة كأنه لا يريد أن يشعرني بسذاجتى وقال:
-نعود؟كيف نعود نحن في البحر؟والبحر عندما يأخذ شيئا لا يعيده,عندما يعشق أحد يحتفظ به إلى الأبد.....
-لكن..هل نحن الآن أموات؟؟؟؟
-بالنسبة للعقلاء..نعم..لكن نحن لم نمت,ألم أعدك بأننا لن نغرق؟
وها أنت معي الآن ..نرى الذين نحبهم ونسمعهم,وهم لن يعرفوا أننا هنا,
فالعقلاء لا يرون إلا السطح,ولا يون الاعماق بكل ما فيها من جمال وحب,
يرون مياه زرقاء كثيرة,ولا يعرفون أن في داخلها ارواح هائمة,عاشقة,تعيش بسلام,هم يعتقدون أن البحر يغدر ويقتل,ولا يدركون أنه ينادي عشاقه وهم يستجيبون له.
وهم يرون في الشمس كتلة نارية عملاقة,ولا يرون فيها العشق والتعب.
هذه أشياء لن يفهموها..فدعينا منهم...
اقترب مني وطوقني بذراعيه,وكان يضع حول عنقي ذلك العقد الذي وعدني بان يحضره لي وكانت أنفاسه تذيب كل ما في ي من خوف وشك....وهمس لي:
-سنبقى هنا معا إلى الأبد,سنكون سعداء ,ألست سعيدة؟؟؟
أردت أن أقول له أنني في قمة السعادة,وأنني أسعد امرأة في الكون كله,وأنني لا أريد أن أتركه,ولن أشتاق لأحد,لن أعيش الا هنا بين يديه..
أردت أن أقول له..أعشقك..أعشقك يا جنوني...
لكن ....فتحت عيني مرة أخرى..لكن ليس تحت الماء.
أين أنا؟لا..إنني في غرفتي ..على سريري..
شعرت بالذعروالخوف والغربة في هذا المكان,الذي هو مكاني..
تحسست عنقي على أمل أن أجد العقد..لم أجد..
لكن شعرت بنار ولهيب..ربما هي آثار لمساته..بقايا أنفاسه..
فقد كان جسدي يغلي..
لا إنها الحمى..إنه الهذيان..
كيف أعود إليه؟أستنجد بالنوم ..لكن لا مجال..لقد طار النوم,ولم يبق الا الارهاق والاعياء..
مرت الأيام ولم أره..ويقولون لي أنه قد مات..
كيف إنه لم يمت..إنه هناك ينتظرني..
كيف أذهب اليه ولا بحر ولا شاطئ في مدينتنا التي كرهت كل ما فيها بعد غيابه ..
وفي أحد الأيام ذهبت لأتمشى بعد أن ذهبيت تك الحمى المجنونة,وذهب معها الجنون والأحلام..
ذهبت لحظة الغروب,حيث هنا لا تجد الشمس حضن معشوقها الأبدي..
كان لونها البرتقالي الدافئينعكس على زجاج أحد المحلات,ليجعل منه تحفة فنية.
لكن هناك شئ آخر,لقد تكسرت اشعة الشمس الباردة على ذلك اللون الفيروزي الذي يذكرها بمعشوقها..هذا ه الأحجار نفسهااشتعلت بعشقه..وأشعلتني..
ربما عاودتني الحمى من جديد,لكن لا..ليست الحمى,بل هو العقد نفسه
رقد يكون أرسله لي,لأذهب هناك وأراه من جديد,
لن يكون هذا العقد إلا لي أنا,فأنا وحدي الذي أراه.
إنه مفتاح اللقاء بيننا ساذهب إليه..
سأجده ينتظرني..أجل وسيناديني..
وقتها لن أتردد أبدا في الذهاب إليه..سألتقيه وإن كان هناك تحت الماء
وسنعيش معا الى الأبد..
قد أكون مجنونة..هذا أفضل,لأن المجانين هم وحدهم يجدون الحب..
...أينما كان....
يارب تعجبكم
كان الشاطئ أروع من الخيال,بل كان كالسحر,لكن لا أحد هناك,
لا صوت يعلو على صوت الأمواج المتدافعة بلهفة لتعانق رمال الشاطئ الدافئة,في لحظة هي أروع من أن توصف حيث لا بشر هناك.
ألا يستحق ذلك المشهد التأمل؟!
حين تغفو الشمس في أحضان المحيط الكبير بعدما تعبت من عناء يوم شاق,
هاهي تغفو وتبرد نفسها,تطفئ نار شوقها,وتحرق ي أنا.
ربما شعرت بالغيرة,فالبحر معشوقي أنا,أنا التي تهواه..
وقفت على الشاطئ وماء البحر يداعب قدمي الحافيتين,ويشعرني برعشة رهيبة تشبه رعشة الحب..
كنت أنا وحدي..وحدي ولا يوجد بشر,في الحقيق لم أشعر أنني أنتمي للبشر في تلك اللحظة بالذات شعرت أنني ..ملاك..
في غفلة من أحلام يقظتي أتاني صوت أرعبني,أو أفرحني,لا أدري,
إنه صوت أعرفه ,صوت عشقته..
لكنه هذه المرة أربكني ,فمن أين أتى ياترى؟؟!!
_ اقتربي..اقتربي..
_من أنت..من ..من؟
شعرت بالذهول,نظرت حولي,ولا أحد ,لا أحد!!
أيكون ما سمعته حقيقة,أم أن هواء البحر أسكرني فصرت أتوهم؟
لكن الصوت كان يرن في سمعي,ويلّح على ي:
-هيا اقتربي..أرجوك فأنا أحتاج اليك....
كان الصوت آتيا من وسط البحر,شعرت بدوار رهيب,وبخوف,وربما ببعض الفضول,ناديت بأعلى صوتي:
-من أنت ,من تكون؟ماذا تريد؟
-أريدك أنت,أريدك..تعالي..
-ماذا؟إلى أين؟كيف سآتي؟!!!
-إلى أعماق البحر ,هيا حبيبتي.
-لا أنت وهم,لن أسمع شئ.
شعرت بالحزن ,من هذا الذي يحتاجني,لكن صوته مألوف,أيكون.....
لا ,لا يعقل,هذا مجرد جنون.
ظل يناديني,ويناجي ي صوته الحنون
-لن تغرقي..فقط تعالي اليّ ولن تغرقي..
لا أدري ما هذا الجنون,أجل جنون,وأنا بطبيعتي مجنونة!!
شئ ما في داخلي يقول:هبا.وشئ آخر يقول لا.
لكن الجنون كان أقوى,فوجدت نفسي دون أن أشعر أمشي في الماء..
وأنا التي لا أجيد العوم !!
اقتربت أكثر من الصوت,وعقلي يقول:ما هذا الجنون؟عودي ,أنت تحلمين, لا أحد ينجو من البحر,هذا جنون..هذا انتحار..عودي .
لكن كأنما لم يعد للعقل أي وجود ,ولم يعد يحكمني أي قانون..ومضيت..
اقتربت..الماء صار يغمرني..هل أخرج؟؟
لا مستحيل.
الصوت صار أعلى وأكشر إلحاحا.
-هيا اقتربي..حبيبتي..
أصبح الماء أكثر عمقا,لم أعد أرى شئ..إني أغرق..أغرق..أغرق
لا أدري ماذا حدث بعدها,لم أشعر بشئ,أهو الموت؟
لا..إنني أتنفس..أستطيع أن أفتح عيني..
لكن ما هذا؟ أنا شئ لا يصدق,إنه هو.
لم أتخيل يوما أنني سأفتح عيني من جديد على هذا الوجه.
لم أعرف إن كان عليّ أن أبكي أم أضحك,لكن يبدو أنني كنت أبتسم والدموع تغرق هذا البحر الكبير...
-أنت حيّ..لم تمت,كم اشتقت اليك حبيبي..
-وأنا اشتقت إليك.
-كيف هذا؟ أين نحن؟ وكيف جئت إلى هنا؟؟
-أنت أتيت بإرادتك ,أتيت لأنك تحبيني كما أحببتك.
-لماذا رحلت وتركتني؟كم شعرت بغربة بدونك!!
-إنه البحر..لقد عشقته كثيرا,أبحرت فيه وعشت معظم حياتي أستكشفه,
ويبدو أنه هو أيضا عشقني,فأخذني...
ربما شعر بالغيرة عندما كنت أحدث الموج عنك وعن حبي لك.
وعندما قررت العودة إليك وترك البحر غضب وحطم سفينتي
وأخذني إلى هنا,لطالما حلمت أن أغوص في أعماق البحر,وان أكتشف أسراره
وها أنا اليوم ها هنا....
قلت له "ربما ببعض السذاجة":
هل سنعود إلى البرمعا..ونعيش معا الى الأبد كما وعدتني؟
ضحك ضحكة صغيرة كأنه لا يريد أن يشعرني بسذاجتى وقال:
-نعود؟كيف نعود نحن في البحر؟والبحر عندما يأخذ شيئا لا يعيده,عندما يعشق أحد يحتفظ به إلى الأبد.....
-لكن..هل نحن الآن أموات؟؟؟؟
-بالنسبة للعقلاء..نعم..لكن نحن لم نمت,ألم أعدك بأننا لن نغرق؟
وها أنت معي الآن ..نرى الذين نحبهم ونسمعهم,وهم لن يعرفوا أننا هنا,
فالعقلاء لا يرون إلا السطح,ولا يون الاعماق بكل ما فيها من جمال وحب,
يرون مياه زرقاء كثيرة,ولا يعرفون أن في داخلها ارواح هائمة,عاشقة,تعيش بسلام,هم يعتقدون أن البحر يغدر ويقتل,ولا يدركون أنه ينادي عشاقه وهم يستجيبون له.
وهم يرون في الشمس كتلة نارية عملاقة,ولا يرون فيها العشق والتعب.
هذه أشياء لن يفهموها..فدعينا منهم...
اقترب مني وطوقني بذراعيه,وكان يضع حول عنقي ذلك العقد الذي وعدني بان يحضره لي وكانت أنفاسه تذيب كل ما في ي من خوف وشك....وهمس لي:
-سنبقى هنا معا إلى الأبد,سنكون سعداء ,ألست سعيدة؟؟؟
أردت أن أقول له أنني في قمة السعادة,وأنني أسعد امرأة في الكون كله,وأنني لا أريد أن أتركه,ولن أشتاق لأحد,لن أعيش الا هنا بين يديه..
أردت أن أقول له..أعشقك..أعشقك يا جنوني...
لكن ....فتحت عيني مرة أخرى..لكن ليس تحت الماء.
أين أنا؟لا..إنني في غرفتي ..على سريري..
شعرت بالذعروالخوف والغربة في هذا المكان,الذي هو مكاني..
تحسست عنقي على أمل أن أجد العقد..لم أجد..
لكن شعرت بنار ولهيب..ربما هي آثار لمساته..بقايا أنفاسه..
فقد كان جسدي يغلي..
لا إنها الحمى..إنه الهذيان..
كيف أعود إليه؟أستنجد بالنوم ..لكن لا مجال..لقد طار النوم,ولم يبق الا الارهاق والاعياء..
مرت الأيام ولم أره..ويقولون لي أنه قد مات..
كيف إنه لم يمت..إنه هناك ينتظرني..
كيف أذهب اليه ولا بحر ولا شاطئ في مدينتنا التي كرهت كل ما فيها بعد غيابه ..
وفي أحد الأيام ذهبت لأتمشى بعد أن ذهبيت تك الحمى المجنونة,وذهب معها الجنون والأحلام..
ذهبت لحظة الغروب,حيث هنا لا تجد الشمس حضن معشوقها الأبدي..
كان لونها البرتقالي الدافئينعكس على زجاج أحد المحلات,ليجعل منه تحفة فنية.
لكن هناك شئ آخر,لقد تكسرت اشعة الشمس الباردة على ذلك اللون الفيروزي الذي يذكرها بمعشوقها..هذا ه الأحجار نفسهااشتعلت بعشقه..وأشعلتني..
ربما عاودتني الحمى من جديد,لكن لا..ليست الحمى,بل هو العقد نفسه
رقد يكون أرسله لي,لأذهب هناك وأراه من جديد,
لن يكون هذا العقد إلا لي أنا,فأنا وحدي الذي أراه.
إنه مفتاح اللقاء بيننا ساذهب إليه..
سأجده ينتظرني..أجل وسيناديني..
وقتها لن أتردد أبدا في الذهاب إليه..سألتقيه وإن كان هناك تحت الماء
وسنعيش معا الى الأبد..
قد أكون مجنونة..هذا أفضل,لأن المجانين هم وحدهم يجدون الحب..
...أينما كان....
يارب تعجبكم
